Admin Admin
المساهمات : 54 تاريخ التسجيل : 21/01/2008 العمر : 58
| موضوع: حتى لاينقطع المعروف وتظل الأمة بخير الإثنين 18 فبراير 2008, 12:33 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته ..
أسعد الله أوقاتكم أخواني وأخواتي بالخير والمسرات ..
حتى لا ينقطع المعروف
رجل من البادية يمتطي فرسه عائد من رحلة قنص ..
وأثناء سيرة رأى على حد بصره رجل يسير ببطء ويشير بيديه ..
وعندما اقترب منه بدأ ينادي ويستغيث ..
يا الأجودي !!
يا الأجودي!!
استجاب الرجل لهذا النداء وهذه الاستغاثة ..
فوقف عنده ..
وإذا به رجل يشكو من رجله التي لا يستطيع السيرعليها طويلاً ..
فما كان من هذا الرجل ألا رق لحاله وقال له: ما ذا تريد ؟؟
فقال: أريد أن تحملني معك إلى ..................
فعمل على مساعدته فوراً وأردفه (حمله معه) على فرسه ..
تخاوا ( ترافقا ) الاثنان معاً ..
وبعد مدة من المسير وبعد حلول الليل ..
وقف الرجل صاحب الفرس ..
فشب ناره وسوى عشاه من صيده ..
وخاشر (شارك ) خويه ورفيقه في زاده وطعامه ..
ثم استأذن الرجل منه في أن ينام ..
فنام الرجل وبقى الآخر صاحياً في فراشه ..
ثم وسوس له الشيطان بفكرة خبيثة ..
حيث قال :
لماذا لا أمتطي الفرس وأهرب بها وأترك هذا الرجل على نومه ؟؟
فتلفت يميناً وشمالاً !!
وبعد أن تأكد من استغراق الرجل في النوم ..
فك رباط الفرس ..
وقفز قفزة سريعة وإذا هو على ظهرها يسابق الريح ..
حيث أنه لا يشكو من شيء في قدمه وما كان ذلك إلا خدعة وحلية!!
استيقظ الرجل من نومه على صوت فرسه ..
وإذا به يشاهد من ساعده قد أمتطى فرسه هارباً !!!
فأخذ يصيح بأعلى صوته ..
يا ولد !!
يا ولد !!
فوقف بعيداً ..
وقال له :
نعم ..
فقال له الرجل :
أنا هقوتي (ظنّي) أنّك ماراح ترجع لي أبداً ..
لكن لا تعلم أحد باللي سويته ( فعلتك هذه) أبداً ..
قال له : ليه ( لماذا) ؟!!
قال : (( حتى لا ينقطع المعرف بين الناس ))
فتموت الشيمة وتفقد النخوة ..
ولا تجد من يفزع ( يساعد) المحتاج أو المنقطع أو المظلوم ..
فما كان من هذا السارق ألا استيقظ ضميره ..
وعاد إلى فطرته السليمة ..
وعاد إلى صاحب الفرس ..
وأعاد إليه فرسه ..
بهذه الكلمات البسيطة ..
بهذه الكلمات الصادقة ..
****
إقامة المعروف ونشره بين الناس مطلب إنساني ومطلب شرعي أيضاً ..
فالإنسان اجتماعي بطبعه يوثر في الآخرين ويتأثر بهم كذلك ..
وما يقدمه اليوم ل ( س) من الناس سوف يحصده مع (ص) من الناس غداً ..
فضلاً عن الأجر الذي يحصل عليه إذا ما أخلص النيّة لله في ذلك ..
ولو عدنا إلى ديننا الإسلامي لوجدنا كم هائل من الأحاديث والسيرة النبوية ..
التي تحث وترغّب في فعل المعروف ونشره بين الناس ..
ودفع الإساءة بالإحسان والمجادلة بالتي هي أحسن ..
فديننا الإسلامي أجتث كل العادات السيئة عند العرب وأقر العادات الطيبة لديهم ..
ولم يكتفِ بذلك بل حث ورغّب على فعل المحمود منها..
فقد حث على النخوة والحميّة والمساعدة والإحسان ورد المعروف وحفظ القرابة ..
والبقاء على العشرة والمودة بين الناس ..
على اختلاف قرابتهم أو طبقاتهم أو أعراقهم أو حتى درجة علاقتنا بهم ..
****
والمتفحص في وقتنا الحاضر يرى صور ومشاهد تحدث ..
تقطع المعروف بين الناس وتضعف الثقة بينهم إلى درجة أقرب للعدم أحياناً منقول ليعم الخير .. | |
|